قصص الأنبياء ........ الجزء الأول // آدم عليه السلام ...

--------------------------------------------------------------------------------

قصة آدم عليه السلام


أخبر الله تعالى انه خاطب الملائكة قائلا لهم : (( إني جاعل في الأرض خليفة )) وذلك على سبيل التنويه ..فقالت الملائكة سائلين على وجه الاستكشاف والاستعلام عن وجه الحكمة ، لا على وجه الاعتراض والتنقص لبني ادم والحسد لهم كما قد يتوهم البعض ، قالوا : (( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء )) قيل علموا أن ذلك كائن بما رأوا ممن كان قبل ادم من الجن ..فالجن خُلقوا قبل ادم بألفي سنة فسفكوا الدماء فبعث الله إليهم جندا من الملائكة فطردوهم إلى الجزائر والبحور..ثم قالت الملائكة : (( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك )) أي نعبدك دائما ولا يعصيك منا احد ..فإن كان المراد بخلق هؤلاء أن يعبدوك فنحن لا نفتر ليلا ولا نهار (( قال اني اعلم مالا تعلمون )) أي اعلم من المصحة الراجحة في خلق هؤلاء ما لا تعلمون
خلق ادم : بعث الله جبريل عليه السلام في الأرض ليأتيه بطين منها فقالت الأرض : أعوذ بالله منك أن تنقص مني أو تشينني فرجع ولم يأخذ وقال رب إتها عاذت بك فأعذتها فبعث ميكائيل فعاذت منه فأعاذها فرجع فقال كما قال جبريل فبعث الله ملك الموت فعاذت منه فقال : وانا اعوذ بالله ان ارجع ولم انفذ امره ،فأخذ من وجه الارض وخلط ولم يأخذ من مكان واحد ، وأخذ تربة بيضاء وحمراء وسوداء فلذلك خرج بنو ادم مختلفين فصعد به فبلّ التراب حتى عاد طينا لازبا اي يلصق بعضه بعضا ..فخلقه الله بيده بشرا فكان جسدا من طين 40 سنة من مقدار يوم الجمعة فمرت به الملائكة ففزعوا منه لما رأوه وكان اشدهم فزعا إبليس فكان يمر به فيضربه فيصوت الجسد كما يصوت الفخار يكون له صلصلة ويقول لأمر ما خُلقت .. ودخل من فيه وخرج من دبره ثم قال للملائكة : لا ترهبوا من هذا فإن ربكم صمد وهذا أجوف لئن سُلط عليه لأهلكنه
فلما بلغ الحين الذي يريد الله عز وجل أن يتفخ فيه من الروح ، قال للملائكة إذا نفخت فيه من روحي فاسجدوا له فلما نفخ فيه الروح فدخلت الروح في رأسه عطس فقالت الملائكة قل الحمد لله فقال : الحمد لله ، فقال له الله : رحمك ربك ، فلما دخلت الروح في عينيه نظر إلى ثمار الجنة ، فلما دخلت الروح في جوفه اشتهى الطعام فوثب قبل ان تبلغ الروح إلى رجليه عجلان إلى ثمار الجنة ، وذلك حين يقول الله تعالى (( خُلق الإنسان من عجل )) فسجد الملائكة كلهم اجمعون إلا ابليس حيث علم ان هناك احدا لن يسجد لله فعندما نظر إلى جميع الملائكة ساجدين أخذه الحسد ولم يسجد مع وجود الأمر له ولسائر الملائكة بالسجود ... فسأله الله عن سبب امتناعه عن السجود فقال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين .. فخرج عن طاعة الله عمدا وعنادا واستنكارا عن امتثال أمره وماذاك إلا لأنه خانه طبعه ومادته الخبيثة أحوج ما كان عليها فإنه مخلوق من نار .. فمسخه الله شيطانا مع انه كان رئيس الملائكة بالسماء الدنيا وكان من حي من الملائكة يقال له الجن وكانوا خزان الجنان وكان من اشرفهم ومن اكثرهم علما وعباده وكان من اولي الأجنحة الأربع فمسخه الله شيطانا رجيما
فهو اصلا من الجن من سكان الأرض فعندما افسدوا في الأرض بعث الله إليهم جندا من الملائكة فقتلوهم وأجلوهم إلى جزائر البحار وكان ابليس ممن اسر فأخذوه معهم إلى السماء فكان هناك إلى أن امتنع عن السجود فقال له الله تعالى (( فاخرج منها فإنك رجيم وأن عليك لعنتي إلى يوم الدين )) فعندما علم أنه طُرد من رحمة الله تعالى سأل الله أن يأجل موته إلى يوم الدين فأجابه الله ذلك (( قال إنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم )) ثم قال ابليس : بسبب إغوائك إياي لأقعدن له كل مرصد ولآتينهم من كل جهة ولا تجد اكثرهم شاكرين فقال تعالى (( لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم اجمعين )) ثم أُخرج ابليس من الجنة وأُسكن ادم الجنة فكان يمشي فيها وحشيا ليس له فيها زوج يسكن إليها فنام نومة فاستيقظ وعند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله من ضلعه . فسألها : من أنت؟ فقالت أنا امرأة. قال : لم خُلقتِ؟ قالت : لتسكن إلي...فقالت له الملائكة ينظرون ما بلغ من علمه : ما اسمها يا ادم؟ قال : حواء. قالوا : ولم كانت حواء؟ قال : لأنها خُلقت من شيء حي
وأمر الله ادم عليه السلام أن يسكن هو وزوجته الجنة ونهاهما أن يأكلا من إحدى الشجر .. قيل انها شجرة الكرم وقيل هي نخلة من نخل الجنة وقيل هي شجرة الحنطة..فوسوس الشيطان لآدم وخاطبه بقوله له ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين او تكونا من الخالدين .. فلم يلقي أدم له بالا فأخذ الشيطان يزين لهما ويزين لهما حتى أقسم لهما انه من الناصحين ..فظن ادم أن لا احد يستطيع ان يقسم بالله كذبا .. فأخذت حواء تزين له فأكلت من الشجرة قبل آدم وهي التي ساقته على الأكل وأطعمته فأكل منها .. فعند ذلك سقط عنهما لباسهما وانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانين فوصلا من ورق التين وعملا مآزر فلما نظر أدم إلى عورته جعل يشتد في الجنة فأخذت شجرة شعره فنازعها فناداه الرحمن عز وجل : يا ادم مني تفر؟ فلما سمع كلام الرحمن قال : يارب لا ، بل حياء منك مما جئت به... وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين .. قالا ربنا ظلمنا انفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين... فقال الله تعالى مخاطبا ادم وحواء وابليس : (( اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين )) فأمر الله تعالى ملكين أن يخرجا آدم وحواء من جواره فنزع جبريل التاج عن رأسه وحل ميكائيل الإكليل عن جبينه.. فأُهبط آدم عليه السلام بالهند ونزل معه بالحجر الأسود وبقبضة من ورق الجنة فبثه في الهند فنبتت شجرة الطيب هنالك وأُهبطت حواء بجدة وإبليس بدستميان من البصرة على اميال..ولقد بكى ادم على فراقه الجنة 70 عاما وعلى خطيئته 70 عاما وكان مكوثه في الجنة مائة عام.. وقيل 43 سنة وعندما هبط آدم إلى الأرض علمه الله صنعة كل شي وزوده من ثمار الجنة .. فثمارنا هذه من ثمار الجنة غير ان هذه تتغير وتلك لا تتغير

* في ذكر توبة آدم *
قال ادم : يارب ألم تخلقني بيدك؟ قيل له : بلى. ونفخت فيّ من روحك. قيل له بلى. وعطست فقلت يرحمك الله وسبقت رحمتك غضبك؟ قيل له بلى. وكتبت علي أن أعمل هذا؟ قيل له بلى. قال : أفرأيت إن تبت هل أنت راجعي إلى الجنة؟ قال : نعم.. وفي الحديث ( لما اقترف ادم الخطيئة قال : يا رب أسألك بحق محمد إلا غفرت لي. فقال الله : فكيف عرفت محمدا ولم أخلقه بعد؟ فقال : يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت فيّ من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك . فقال الله : صدقت يا ادم ، إنه لأحب الخلق إلي وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك ؛ ولولا محمد ما خلقتك ) .. قال الله تعالى (( وعصى ادم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه فهدى )) طه 121-122

*في ذكر احتجاج ادم وموسى عليهما السلام*
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " احتج ادم وموسى ؛ فقال موسى : أنت آدم الذي أخرجتك خطئتك من الجنة ؟ فقال آدم : وأنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه تلومني على أمر قُدّر عليّ قبل أن أخلق؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فحج آدمَ موسى مرتين " رواه البخاري .. وفي حديث اخر "احتج آدم وموسى فقال موسى : يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة. قال له آدم : يا موسى أنت الذي اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده أتلومني على أمر قدّره الله عليّ قبل أن أخلق بأربعين سنه؟ قال : حجّ آدمُ موسى ، حجّ آدمُ موسى ، حجّ آدمُ موسى

شكررررا

جزاكم الله خير

بارك الله فيك

مشكووووووووووور