قصص الأنبياء ........ الجزء الثانى // آدم عليه السلام ...

* في ذكر خلق ادم وذريته *
لما خلق الله ادم مسح على ظهره فسقط من ظهره كل نسمه هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة ثم عرضهم على ادم فقال : أي رب من هؤلاء؟ قال : هؤلاء ذريتك فرأى رجلا فأعجبه وبيص بين عينيه فقال : أي رب من هذا؟ قال : هذا رجل من اخر الأمم من ذريتك يقال له داود ، قال : وكم جعلت عمره؟ قال : ستين سنة، قال : أي رب زده من عمري اربعين سنة فكتب عليه كتابا وأشهد عليه الملائكة ( التكملة في فقرة وفاة آدم )ا

ولقد خلق الله ادم في اخر ساعة من ساعات يوم الجمعة فأخرج أهل الجنة من صفحته اليمنى وأخرج أهل النار من صفحته اليسرى فألقوا على وجه الأرض منهم الأعمى والأصم والمبتلى فقال آدم : يا رب ألا سوبت بين ولدي؟ قال : يا آدم إني أردت أن أشكر

قال تعالى (( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ..)) الآية ..أي أن الله تعالى جمعهم لآدم يومئذ جميعا ماهو كائن منه إلى يوم القيامة فخلقهم ثم صورهم ثم استنطقهم فتكلموا وأخذ عليهم العهد والميثاق وأشهد عليهم أنفسهم (( ألست بربكم؟ قالوا بلى ..)) قال : فإني أُشهد عليكم السموات السبع والأرضين السبع وأُشهد عليكم أباكم آدم أن لا تقولوا يوم القيامة لم نعلم بهذا ، اعلموا أنه لا إله غيري ولا رب غيري ولا تشركوا بي شيئا وإني سأرسل إليكم رسلا ينذرونكم عهدي وميثاقي وأُنزل عليكم كتابي قالوا : نشهد أنك ربنا وإلهنا لارب لنا غيرك ولا إله لنا غيرك ؟ فأقروا يومئذ بالطاعة ورفع أباهم فنظر إليهم فرأى فيهم الغني والفقير وحسن الصورة ودون ذلك فقال : يارب لو سويت بين عبادك؟ فقال : إني أحببت أن أشكر

قال جرير : أن الله قال : يا آدم إن لي حرما بحيال عرشي فانطلق فابن لي فيه بيتا فطُف به كما تطوف ملائكتي بعرشي وأرسل الله له ملكا فعرفه مكانه وعلمه المناسك وذكر أن موضع كل خطوة خطاها آدم صارت قربة بعد ذلك
وعنه : أن أول طعام أكله آدم في الأرض أن جبريل جاءه بسبع حبات من حنطة فقال : ما هذا ؟ قال : هذا من الشجرة التي نُهيت عنها فأكلت منها فقال : وما أصنع بهذا ؟ قال : أبذره في الأرض ، فبذره وكان كل حبة منها زنتها أزيد من مائة الف فنبتت فحصده ثم درسه ثم ذرّاه ثم طحنه ثم خبزه فأكل منه بعد جهد عظيم وتعب ونكد وذلك قوله تعالى : (( فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى )) طه 117
كان أول كسوتهما من شعر الضأن جزاه ثم غزلاه فنسج آدم له جبة ولحواء دِرعا وخمارا .. واختلف العلماء : هل ولد لهما بالجنة شئ من الأولاد؟ قفيل : لم يولد لهما إلا في الأرض وقيل بل ولد لهما فيها فكان قابيل واخته ممن ولد بها والله أعلم

قال ابن جرير : ومعلوم ان آدم خلق في آخر ساعة من يوم الجمعة فمكث مصورا طينا قبل أن ينفخ فيه الروح اربعين سنة وأقام في الجنة قبل أن يهبط ثلاثا واربعين سنة واربعة اشهر والله تعالى اعلم
وفي الحديث " إن الله خلق آدم وطوله ستين ذراعا فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن

* ذكر قصة ابني ادم هابيل وقابيل *
قيل ان حواء ولدت لآدم أربعين ولدا في عشرين بطنا وقيل مائة وعشرين بطنا في كل واحد ذكرا وانثى أولهم قابيل واخته قليما واخرهم عبد المغيث واخته ام المغيث ثم انتشر الناس بعد ذلك وكثروا
كان آدم يزوج ذكر كل بطن بانثى الآخر وأن هابيل أراد أن يتزوج بأخت قابيل وكان أكبر من هابيل واخت قابيل أحسن فأراد قابيل أن يستأثر بها على أخيه وأمره ادم عليه السلام أن يزوجه إياها فأبى فأمرهما أن يقربا قربانا وذهب ادم ليحج إلى مكة واستحفظ السموات على بنيه فأبين والآرضين والجبال فأبين فتقبل قابيل بحفظ ذلك فلما ذهب ادم قربا قربانهما فقرب هابيل جذعة سمينة وكان صاحب غنم وقرب قابيل حزمة من زرع من رديء زرعه فنزلت نار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل فغضب وقال لأخيه : لأقتلنك حتى لا تنكح أختي فقال أنما يتقبل الله من المتقين، لئن بسط إلي يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين إني اريد ترك مقاتلتك وإن كنت أقوى منك أن تتحمل إثم قتلي مع ما لك من الآثام المتقدمة قبل ذلك فتكون من اصحاب النار وذلك جزاء الظالمين. وفي يوم من الأيام وفي ذات ليلة أبطأ هابيل في الرعي فبعث ادم قابيل لينظر ما ابطأ به فلما ذهب إذ وجد أخاه نائما فقتله بصخرة رماها على رأسه فمات فحمله على ظهره سنة ولم يزل كذلك حتى بعث الله غرابين اخوين فتقاتلا فقتل أحدهما الآخر فلما قتله عمد إلى الأرض يحفر له فيها ثم ألقاه ودفنه وواراه فلما رآه يصنع ذلك قال : يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي .ففعل مثل ما فعل الغراب فواراه ودفنه ..وعندما علم أدم بمقتل ولده هابيل حزن حزنا شديد وقيل بكى عليه اربعين سنة..وولد لحواء في ذلك الوقت غلاما ودعت اسمه شيث وقالت من أجل أنه قد وهب لي خلفا لهابيل الذي قتله قابيل وولد لشيث أنوش ..وكان عمر آدم يوم ولد شيث مائة وثلاثين سنة وعاش بعد ذلك ثمانمائة سنة والله اعلم

* في ذكر بعض صفات آدم عليه السلام *
قال كعب الأحبار : ليس لأحد في الجنة له لحية إلا آدم لحيته سوداء إلى سرته وليس أحد يكنى في الجنة إلا آدم كنيته في الدنيا أبو البشر وفي الجنة أبو محمد
وعن الحسن قال : كان عقل آدم مثل عقل جميع ولده
وقال بعض العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم : " فمررت بيوسف وإذا هو قد أعطي شطر الحسن " .. قالوا : معناه أنه كان على النصف من حُسن آدم عليه السلام .. وهذا مناسب فإن الله خلق آدم وصوره بيده الكريمه ونفخ فيه من روحه فما كان ليخلق إلا أحسن الأشياء ..وقد روي أن الله تعالى لما خلق الجنة قالت الملائكة : يا ربنا اجعل لنا هذه فإنك خلفت لبني آدم الدنيا يأكلون فيها ويشربون فقال تعالى : وعزتي وجلالي لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له كن فكان .. وقد ورد في الحديث الصحيح " إن الله خلق آدم على صورته" والله اعلم

* في ذكر وفاة آدم ووصيته إلى ابنه شيث عليهما السلام *
جاء ملك الموت إلى آدم فقال له آدم : قد عجلت قد كتب الله لي ألف سنة قال : بلى ولكنك جعلت لابنك داود اربعين سنة فجحد ادم وجحدت ذريته ونسي آدم ونسيت ذريته فأخرج الله الكتاب وأقام عليه البينة فأتمها لداود مائة سنة وأتم لآدم عمره الف سنة
و لما حضرت آدم عليه السلام الوفاة عهد إلى ابنه شيث وعلمه ساعات الليل والنهار وعلمه عبادات تلك الساعات واعلمه بوقوع الطوفان بعد ذلك ..وقال لبنيه: أي بني إني اشتهي من ثمار الجنة فذهبوا يطلبون له فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفان وحنوط من عند الله من الجنة ومعهم الفؤوس والمساحي فقالوا لهم يابني ادم ارجعوا فقد قضى ابوكم فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم فقال إليك عني فإنما أتيت من قِبلك فخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه وحفروا له ولحدوه وصلوا عليه ثم أدخلوه قبره فوضعوه في قبره ثم حثوا عليه التراب ثم قالوا : يا بني ادم هذه سنتكم .. وكان ذلك يوم الجمعة وعزوا فيه ابنه ووصيه شيثا عليه السلام
واختلفوا في موضع دفنه فالمشهور انه دفن عند الجبل الذي أهبط فيه في الهند وقيل بجبل ابي قبيس بمكة.. ويقال إن نوحا عليه السلام لما كان زمن الطوفان حمله هو وحواء قي تابوت فدفنهما ببيت المقدس .. وقيل أن رأسه عند مسجد ابراهيم ورجلاه عند صخرة ببيت المقدس .. وقد ماتت بعده حواء بسنة
فلما مات ادم عليه السلام قام بأعباء الأمر بعده ولده شيث عليه السلام وكان نبيا بنص الحديث المرفوع : ( انه أُنزل عليه خمسون صحيفة ) . فلما حانت وفاته أوصى إلى ابنه أنوش فقام بالأمر بعده ، ثم بعده ولده قينين ثم من بعده ابنه مهلاييل وهو الذي يزعم الأعاجم من الفرس أنه ملك الأقاليم السبعة وأنه أول من قطع الأشجار وبنى المدائن والحصون الكبار
وأنه هو الذي بنى مدينة بابل ومدينة السوس الأقصى وأنه
قهر ابليس وجنوده وشردهم عن الأرض إلى أطرافها وشعاب جبالها وأنه قتل خلقا من مردة الجن والغيلان وكان له تاج عظيم وكان يخطب بالناس ودامت دولته اربعين سنة فلما مات قام بالأمر بعده ولده يرد فلما حضرته الوفاه أوصى إلى ولده خنوخ وهو إدريس عليه السلام. انتهت.....منقول ...

شكرا على الموضوع

مساهمة رائعة

بارك الله فيك

وهذا مناسب فإن الله خلق آدم وصوره بيده الكريمه ونفخ فيه من روحه فما كان ليخلق إلا أحسن الأشياء
سبحان الله
جزاك الله خير